علماء يعملون في شراكة بحثية داخل «كاوست» لتطوير أجسام مضادة لعلاج كورونا.
علماء يعملون في شراكة بحثية داخل «كاوست» لتطوير أجسام مضادة لعلاج كورونا.




مازن حسنين
مازن حسنين
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
شركة سعودي فاكس (SaudiVax)، وهي شركة تصنيع لقاحات وأدوية حيوية تقع في مجمع الأبحاث والتقنية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، دخلت أخيراً في شراكة بحثية مع خبراء من جامعة بيتسبرغ وشركة ميرك فرانس لتطوير وتصنيع عقار وقائي من الفيروسات التاجية.

في هذا الحوار يناقش المدير التنفيذي لشركة سعودي فاكس، الدكتور مازن حسنين، أبحاث الشركة وشراكاتها وتطويراتها المستقبلية في الشرق الأوسط.


• ما الذي تطوره سعودي فاكس لمكافحة فايروس كورونا (كوفيد 19)؟

••سعودي فاكس هي جزء من فريق عالمي يعمل على تطوير دواء جديد لمكافحة فايروسات السلالة التاجية (SARS-CoV-2 virus)، باستخدام الأجسام المضادة التي يتم حقنها في جسم المصاب بحيث ترتبط هذه الأجسام المضادة بالفايروس وتعمل على تعطيله، ويمكن استخدام هذا الدواء علاجاً للفايروس ولقاحاً وقائياً للحد من انتشاره.

كما توفر هذه الأجسام المضادة الحماية من العدوى لغير المصابين بفايروس كورونا، من خلال البقاء في جسم الإنسان والاستجابة بمجرد دخول الفايروس إلى مجرى الدم، أما بالنسبة للمصابين بالفايروس، فإن الجسم المضاد يعمل على تقييد الفايروس المنتشر داخل الجسم ويوقفه عن العمل.

دخلت سعودي فاكس في فبراير من عام 2020 بشراكة تعاونية مع مركز علاج الأجسام المضادة التابع لقسم الأمراض المعدية في جامعة بيتسبرغ الأمريكية لتطوير علاج وترخيصه لمنطقة الشرق الأوسط، كما تعمل الشركة أيضاً مع خبراء وعلماء من قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية في كاوست، وهو حقاً شرف كبير لنا أن نكون جزءاً من هذه الشراكة العالمية.

• كيف نشأت هذه الشراكة؟

•• بدأنا البحث عن شركاء في الأيام الأولى لتفشي فايروس كورونا (كوفيد 19)، تحديداً في يناير 2020، وكنا على يقين أن اللقاحات الحالية لن تجدي نفعاً ضد هذا الفايروس، ولن يتوفر أي لقاح ناجح في الوقت المناسب، لذلك قررنا الانتقال من أبحاث اللقاحات النقية إلى مجال الأجسام المضادة أحادية اللون.

لفريقهم البحثي سجل حافل في هذا المجال، إذ سبق أن نجح في تطوير 3 أجسام مضادة مختلفة لأمراض أخرى، بما في ذلك فايروس هندرا، أحد الفايروسات الحيوانية القاتلة التي تنتقل عن طريق الخفافيش. وبدأ الأمر بمحادثات بين الفريقين تبين خلالها توائم مصالحنا وأهدافنا إلى حد كبير، مع التركيز المتبادل على الرغبة بتطوير حل فعال لجائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، وسرعان ما تطور ذلك إلى تعاون أكبر.

• ما الخطوات التالية اللازمة لتسويق العلاج بالأجسام المضادة؟

•• لا يزال العلاج بالأجسام المضادة في مراحله الأولى من التطوير، وهنالك العديد من الخطوات المطلوبة للخروج بعلاج ناجع لهذه الجائحة، لقد وقعنا عقداً لبدء التصنيع مع شركة الأدوية الحيوية الألمانية ميرك فرانس (Merck France)، نظراً لعدم وجود مرافق تصنيع دوائية مناسبة في المملكة العربية السعودية ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى الآن.

سنبدأ التجارب السريرية في نفس الوقت الذي يبدأ فيه تصنيع الدواء، وستكون التجارب السريرية الأولى لأشخاص من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وسنعمل على إتاحة الدواء بحلول نهاية عام 2021، وسيكون أول علاج جديد بالأجسام المضادة لفايروس كورونا (كوفيد-19) متاح لهاتين الدولتين.

• يلعب نقل التقنية دوراً مهماً في طرح الأدوية للسوق المحلية والعالمية، ما دور التعاون مع الجامعات خصوصاً البحثية لتحقيق ذلك؟

•• إذا ألقيت نظرة على الأخبار المتعلقة بعلاج الأمراض أو الوقاية منها أو تشخيصها، فسترى فيها ذكر لأسماء الجامعات المميزة في هذا المجال إلى جانب الشركات المتعاونة في البحث والجهات المصنعة، ولا شك أننا بحاجة كبيرة للجامعات ولنقل التقنية كي ننجح في هذا المجال.

• كيف أثّرت جائحة فايروس كورونا (كوفيد 19) على تقدم الأبحاث الدوائية واللقاحية في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط؟

•• أعتقد أن الناس بدأوا يدركون أهمية الأبحاث الدوائية والتصنيع الدوائي الحيوي في إيجاد حلول ناجحة لجائحة فايروس كورونا وغيره من الأوبئة، وحتى الآن، تفتقر صناعة اللقاحات في الشرق الأوسط إلى مكونات التطوير والتصنيع - وهما خطوتان مهمتان لعملية تطوير اللقاح التي تتبع مرحلة الاكتشاف الأولية، إلا أني متفائل جداً بأن حلول هذه الجائحة وغيرها من المشكلات الصحية العالمية الأخرى هي اليوم في متناول أيدينا.